[size=25]> تستهلّين أغنيتك بعبارة «الدنيا حلوة»، كيف ترين الحياة جميلة؟
ـ (متسائلة) كيف أراها جميلة؟! (وبعد ثوان معدودة تجيب): برأيي، إن السعادة الحقيقية تتجسّد عندما يكون الإنسان مرتاحاً مع ذاته وقنوعاً ويعيش بسلام داخلي من دون أن يتأثّر بكل الأشياء السلبية من حوله.
> هل توصّلت لهذه القناعة بعد بلوغك النجومية؟
ـ لا، إنما منذ وقت طويل. أما حديثاً فقد صرت أدرك أكثر كيفية التعبير عنها. إكتسبت القناعة من تربية أهلي التي تعتمد على ألا ينظر الإنسان للمحيطين به نظرة غيرة، إنما أن يقتنع بما لديه ويجمّل حياته وفق هذا المفهوم.
> ألم تنظري مرّة إلى فنان (فنانة) أهم منك في فترة سابقة، وطمحت أن تكوني مثله؟
ـ كانت طموحاتي ومنذ الطفولة بعيدة، وكنت أشعر دوماً أن ثمة نجاحات بانتظاري مستقبلاً. والحمد لله تحقّقت طموحاتي.
> هل كانت الحياة جميلة دوماً بنظرك أم اعترضتها ثمة مطبات؟
ـ يمر كل إنسان بمحطات حزينة، فالحياة إذا خلت من الحزن لا نعود نشعر فيها بطعم الفرح، والمرء الذي لا تسقط دمعته لا يسعد. أنا إنسانة حسّاسة جداً وتجرحني أي كلمة موجّهة لي وأشعر أنها مسيئة، حتى ولو كانت غير مقصودة. فهذا قد يبكيني.
> متى بكيت آخر مرّة؟
ـ ليس منذ فترة طويلة. (وتضيف ضاحكة) لا أعرف علامَ تجادلت ووالدتي بالضبط. فهي كانت تضحك وتقول لي شيئاً على غرار كل الأمهات اللواتي ينهرن أولادهن على سبيل المزاح. ولكن، ربما لأننا صرنا كبيرتين أختي وأنا، لم نعد معتادتين على أن ينهرنا أحد خصوصاً أنا (ضاحكة).
> نستشفّ من حديثك أن أهلك ما يزالون يتعاملون معك كفتاة عادية وليس كنجمة؟
ـ ليس كفنانة ولكن أيضاً ليس كشخص عادي. لقد عوّدنا أهلنا على احترامهم وليس الخوف منهم، وفي المطلق كل إنسان ينفعل في الحياة. وقد أكون ألححت بالأسئلة على والدتي أكثر من مرّة. فغضبت مني.
> هل تخافين أن تغدر بك الحياة يوماً ما؟
ـ من أي ناحية؟
> كأن تبكيك في محطة ما ولا تعود جميلة كما هي اليوم بالنسبة إليك؟
ـ ومن قال إنني أعيش اليوم «حلاوة» الدنيا فقط. فما من إنسان على وجه الأرض يعيش حياة سعيدة من دون حزن.
> ربما لأن الناس يرونك تضحكين باستمرار، فهم يعتبرونك مؤشّراً للتفاؤل..
ـ أنا إنسانة متفائلة جداً في الحياة، وفي كل ما يصادفني أفكّر دوماً بالأمور الحسنة وأواجه أي مشكلة بضحكة وتفكير وهدوء.
أنا متسرّعة في الحياة
> تبدين غير متسرّعة؟
ـ صحيح أنني متفائلة في الحياة ولكن هذا لا يعني أنني غير متسرّعة. وأنا أعترف بعيب لدي وهو اتّخاذي ولمرّات عدة قرارات سريعة أنفّذها ثم أندم لاحقاً. وهذا الأمر لا ينطبق على كافة قراراتي بالطبع إنما على جزء منها (ضاحكة)، ولكنني أتعلّم رويداً رويداً أن أفّكر برويّة.
> ما هي أبرز القرارات التي تسرّعت باتّخاذها؟
ـ في مرّات كثيرة أرغب مثلاً بشيء ما. فأُلحّ باستمرار للحصول عليه وأقوم باتصالات عدّة لتنجح مهمّتي. ولدى بلوغي غايتي أقول لنفسي لمَ العجلة، كان بإمكاني الانتظار وأخذه بطريقة أفضل.
> هل من مرّة تسرّعت باتخاذ قرار الإنفصال عن أحد الأشخاص لأنه غدر بك؟
ـ لا أذكر. فأنا لم أعمل في المجال الفني مع أشخاص طعنوني في الظهر لكن ربما أفاجأ بآخرين يوهمونني بأن لديهم القدرة على تقديم أعمال فنية جديدة لي ثم أكتشف العكس، ولكن هذا ليس كذباً أو غشاً من قبلهم. وما يساعدني في ذلك هو أنني لا أعمل أو أفكر بمفردي. وأي مشكلة أصادفها أخبر أهلي عنها. فالعودة إلى الأهل في أمور عدّة تعني احترامهم. وأنا لا أقصد بذلك أنني لا أعرف اتخاذ قرار بمفردي، إنما أحب أن يشاركني أهلي بأي شيء أقدم عليه لأنني وبمقدار ما أكون ناضجة فلن أكون أكثر نضجاً من والدي مثلاً. هناك قرارات أتخذها بنفسي وأقتنع بها وأنفّذها ولكنني أخبر والدي بها، فأهلي دائماً ينصحونني وسواء أخذت برأيهم أم لا فأنا أحب استشارتهم وأفتح كل صفحاتي أمامهم...
> في سياق الأغنية ذاتها تقولين «أحلى سنين منعيشها يا ناس واحنا عاشقين»، فكيف تترجمين هذه العبارة إلى الواقع؟
ـ الحياة برأيي هي الحب والذي من دونه لا يستطيع الإنسان أن يستمر. صحيح أنني فنانة أحب فني جداً وأتعب من أجله وله الأولوية لدي، ولكن نجاحي في الفن لا يعني سعادتي في الحياة. فسعادتي هي أن يكون في حياتي رجل أحبّه ويحبّني وتأسيس عائلة ناجحة.
> كيف تعيشين هذا الحب الذي تتحدّثين عنه في الأغنية؟!
ـ كيف أعيشه؟! (ضاحكة) لا أعرف كيف أفسّر الأمر. ولكن عندما يحبّ الإنسان يرى كل شيء من حوله جميلاً. وإذا كان فناناً فهو يغني بشكل أجمل ويصبح نشيطاً ويعطي الأمل للآخرينز
الحب والزواج
> وهل تعيشين كل هذه الأحاسيس؟
ـ بالتأكيد (تمنّعت عن ذكر فارس الأحلام).
> لو ضاع الحب منك، هل تتحوّلين إلى إنسانة تعيسة؟
ـ لا يحوّلني فقدان الحب الى إنسانة تعيسة لأن الإنسان يجب ألا يكون في قلبه الحبيب فقط ويستثني أشخاصاً آخرين. فإذا ضاع الحبيب مني لدي حب أهلي وأقربائي وأصدقائي.
> هل سيتكلّل الحب الذي تعيشينه بالزواج؟
ـ وهل يمكن التفكير بالحب من دون التفكير بالزواج؟
> كم مرّة عشت الحب؟
ـ مرّة واحدة فقط.
> يُقال بأن الحب باتت تطغى عليه المصلحة في هذا الزمن، ما تعليقك؟
ـ لا زلت أؤمن بأن الحب الصادق موجود.
> هل تخافين أن يتقرّب منك الحبيب بسبب شهرتك؟
ـ ما من فنانة أو امرأة عادية إلا وتستطيع التمييز بين من يحبّها بصدق أو يمثّل عليها.
> تقولين في الأغنية «على إيه تفكّر وليه تكشّر» وكأنها دعوة منك للفرح...
ـ هذا صحيح. فالإنسان أمام أي مشكلة يحزن ويغضب، وأنا أنصحه من خلال هذه الأغنية بأن ينسى زعله طالما أن كل مشكلة لها حل.
> وهل تتعاملين مع مشاكلك بهذه الطريقة؟
ـ أنا حسّاسة كما ذكرت في سياق اللقاء، وأي مشكلة تؤثّر بي ولكنني أستطيع تخطّيها بضحكة. وهذا لا يعني أنني أتهرّب منها إنما أواجهها بالتفكير لأنجح باجتيازها.
> تقولين أيضاً «إن العمر كلو يومين 2». فهذه العبارة تحمل كمّاً من التشاؤم يعني بأن الحياة قصيرة.
ـ نعم إن الحياة قصيرة. Life is too short، هذه العبارة أردّدها باستمرار. والوقت هو الشيء الوحيد الذي لا يستطيع الإنسان أن يسيطر عليه. وما قلته ليس حزناً إنما واقع. لذا على الإنسان أن يعيش السعادة كل لحظة ولا يؤجّل فرحه. وهذا طبعاً بالسلوك والتصرّفات الطبيعية وليس بتخطّي الحدود.
> وهل تطبّقين ذلك في حياتك اليومية؟
ـ صرت كذلك حالياً. ففي السابق كنت أشعر أن حياتي وتيرتها سريعة وكلّها «ركض بركض» ولم أعرف كيف كان يمرّ الوقت. وأيامي كانت كلّها مليئة بالعمل والحفلات، وكنت أشعر بذلك طبعاً ولكن مع تأجيل مستمر للنشاطات. فالأشياء التي كنت أرغب القيام بها كنت أخاف من تنفيذها لربما يؤذيني ذلك كالذهاب إلى السينما مثلاً، لأن البعض «زرعوا برأسي» أن الفنان لا يذهب إلى السينما. ولأنني كنت صغيرة ولا أدرك أن الحياة قصيرة، كنت أقول لنفسي غداً أعيش الحياة أما الآن فمخصّص للعمل.
> كيف تترجمين فرحك إلى الواقع؟
ـ بطرق شتى. قد أقوم بالشوبينغ مثلاً. فأنا أشعر بالسعادة عندما أشتري ثياباً. وعند القيام بذلك لا أفكّر بأي شيء آخر إنما أعيش اللحظة.
عن طباع نانسي
> هل أنت عصبية؟
ـ لست عصبية بمقدار ما أتسرّع في الكلام والقرارات التي أتّخذها. أحياناً أتكلّم عن أمور كثيرة ثم أقول ليتني لم أتسرّع بقولها كي لا أفتعل مشكلة. لنفترض مثلاً أن أختي نادين أخبرتني أن شخصاً ما أغضبها من دون ذي وجه حق. أبادر فوراً للاتصال به من دون أن تطلب هي مني ذلك وأسأله بصوت عال عن سبب إيذائه لها في الوقت الذي استطيع أن أتحدّث فيه بهدوء. ويهمّني أن أوضح في هذا المجال أنني لم أقصد أن أتهجّم على الشخص إنما هو مجرد إنفعال بسبب غضب أختي. (وتضيف ضاحكة) أنا هكذا مع أهلي والناس، وأحياناً عندما أتحدّث مع أحد وأكون منفعلة في الحديث بسبب حماستي، يعتقد أنني أصرخ بوجهه.
> ذكرت في أغنيتك «انس اللي راح على طول على طول»، فهل ترمين عادة كل همومك خلفك؟
ـ نعم. فأي مشكلة تزعجني أواجهها ثم أنساها وأرميها وراء ظهري.
> وهل أنت «موسوسة» على صحّتك؟
ـ أنا أؤمن بأن كل ما يفكّر فيه المرء يصيبه. فإذا استمرّ أحدهم بالتفكير طيلة الوقت أنه سيموت بحادث سيارة فهو سيموت بهذه الطريقة. لذلك، أنا أبعد كل الأفكار السلبية من رأسي لأنني أريد أن أعيش الحياة كما هي، وأنا سعيدة وسأظل هكذا.
> في أغنيتك «الدنيا حلوة» تقولين «ما تسيبش زعلك مرّة يطول» كم يطول «زعلك»؟
ـ ليس كثيراً وأعود بعدها فأضحك بشكل عادي. كل ما قصدته من خلال هذه الأغنية هو زرع التفاؤل في قلوب الناس.
> هل من أحد يكرهك برأيك؟
ـ بالتأكيد. وأعرفهم فرداً فرداً.
> هل هم من النجوم؟
ـ نعم.
> وهل تشكّلين خطراً عليهم؟
ـ بالتأكيد.
> كيف تواجهينهم؟
ـ صحيح أنني فنانة ولكنني لا «آخذ المسألة بجد» أي إنني لا أعقّد حياتي كوني فنانة مشهورة، فالسعادة وكما ذكرت هي بأن أكون مرتاحة مع نفسي ولدي سلام داخلي. أنا أتمنى الخير لكل الناس وليس همي أن أكون فنانة لأكون سعيدة. فأنا أريد أن أكون إنسانة سعيدة بالدرجة الأولى.